للرحيل عنوان ..~~..~
للرحـيل عـنوان
على أطراف المدينه . .
علقت أصابعي مودعاً ..
و ألقيت بورقي على الطرقات ..
و على أبواب الدكاكين ..
على جدران حارتي ..
و أمام شرفة حبيبتي ..
رسمت قلباً باكي ..
و نقشت حرفها يعانق حرفي ..
و كتبت هذا وداعي . .
لمن هي حبيبتي .
على باب منزلي ..
علقتُ لوحتي ..
و كتبتُ عليها للبيع ..
و هاتف جارتي ..
ثم أضفتُ التاريخ والتوقيع ..
مع خالص محبتي .
و قد حان الرحـيل
بين صارية الشراع ..
و صراع أمواجي ..
تعلنه تكتكت الساعة بمعصمي ..
يعلنهُ صفير الهواء ..
بين شقوق نافذتي ..
يعلنهُ الصمت ..
الساكن بين أجدرتي ..
يعلنهُ الطريق ..
حينما يمتدُ باسطاً ذراعيه لخطوتي .
أنا أرحـل
مختصراً عمق السالفه ..
من عيون الرجال الجاحده ..
من رغبات النساء الجائعه ..
من حلاف و حاسد و لاعنه ..
و من قريبٍ لا تعرف من قربه ..
إلا بعده ..
و لا تعرف من خيره ..
إلا شره ..
من عيدٍ تسممه كذبه ..
من صومٍ تزيفه مجامله ..
من صلاة ينقصها نيه ..
و من هذا و ذاك و حتى . .
من نباح كلب ..
و مواء قطه .
و للرحـيل عـنوان
تتشطف به حقيبتي ..
و قميصاً طويل الأكمام ..
بمشطٍ أشعث بشعراً من العام ..
و مرآة أراقبُ بها تجاعيد الزمان ..
بممسكها المعطر بعرق كفوفي ..
تختلف فيها أصابع يدي ..
ضائعة بين أزراري وجيوبي ..
فلن أبحث عن عذراً يبقيني ..
بين زحام الوقت وزحام أنفاسي ..
كلاً تريد مالا تريده أقداري ..
فهل أرحل بلاهُما وكفاني .؟
حـان الرحـيل
ستشرق شمس الصباح ..
دونما أحلامي ..
ستُفتح كل الأبواب ..
إلا باب صومعتي ..
سيزيد الخبز رغيفاً ..
و الحليب زجاجه ..
و سيملىء الشارع سؤال قطتي ..
واقفة شهراً بعد شهر ..
تحرس بابي ..
تحدثه مره و تلعقه ألف مره ..
و تبقى القطة بهيمه ..
و الخشب لها جماداً بِلاقيمه .
و أنا قهراً , قصراً , مجبراً للرحيل ..
أحسبُ أمتاره بكم شبراً ..
وكل رحيلاً بخلاف سابقه ..
أقول هذا الأخير ..
و ألقي بوجههِ حجراً ..
و بيت قصيد .
حـان الرحـيل
سيفتقدني جميع النساء
وسيجتمع النساء ..
على خبري ..
ثم تيأس مني حبيبتي فتحب غيري ..
و سيختلف فلاناً مع فلان على سفري
و سيقول قائلاً لسامع بأنهُ أقرضني ..
و سأكون خبر العام حتى ينسوني ..
و لاينساني الطريقُ أنا ..
يا من مللت من الترحال أسفاري ..
و قلماً من بكائه ..
أسميته القلم الباكي ..
أشتريت بحرفه ..
للـ رحيل عنواني