إنه رجل السلام الحقيقي" زعيم من الزعماء القلائل الذين جمعوا السلام والنضال معاً"، هذه الكلمات قالها رئيس الاتحاد الدول لكرة القدم "الفيفا"، جوزيف بلاتر، واصفاً فيها الرئيس الراحل الخالد ياسر عرفات.
جاءت هذه الكلمات خلال الزيارة التاريخية الأولى، التي يقوم بها وفد من "الفيفا" في السادس من تشرين الثاني العام 1998، والذي ضم حينذاك، السويسري جوزيف بلاتر رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم وميشيل بلاتيني رئيس الإتحاد الأوروبي للعبة، عندما قام بلاتر والوفد المرافق له بوضع حجر الأساس لمقر الاتحاد الفلسطيني في مدينة بيت لاهيا شمال مدنية غزة.
فقد اعادت زيارة بلاتر لفلسطين اليوم، إلى الأذهان ذكريات الزمن الجميل الذي اجتمع فيه الرئيس الراحل ياسر عرفات ببلاتر إلى جانب رئيس الإتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني من اجل مناقشة سبل تطوير الرياضة الفلسطينية.
وكعادته أجبر الرئيس عرفات كافة الحاضرين على النظر بدهشة تعجباً من قدراته الرياضية، وحديثه الرائع حول سبل تطوير عالم الساحرة المستديرة في فلسطين، كاشفاً عن وعي رياضي لا محدود، يؤكد مدى حرصه الشديد على دعم كرة القدم، ومختلف الألعاب الرياضية في محافظات الوطن.
ولم يكن بلاتر بحاجة إلى كثير من الوقت عقب اجتماعه بالرئيس الراحل عرفات، حتى أعلن في المؤتمر الصحافي عن تقديم "الفيفا" دعماً كاملاً للرياضة الفلسطينية، وبدء تعاملها الرسمي مع السلطة الوطنية الفلسطينية في كلمات أطلقها رئيس الإتحاد الدولي أثناء تبادله نظرات الاحترام مع القائد الراحل عرفات.
وخلال المؤتمر الصحافي تحدث بلاتر عن القائد عرفات قائلاً: "أحترم هذا الرجل الذي نجح في نقل نضال شعبه إلى الأمم المتحدة، وجعله قضية عادلة يستحق أن ينادي بها كل فلسطيني ليكن رجل السلام الحقيقي في الشرق الأوسط".
وعجز الفرنسي ميشيل بلاتيني عن إخفاء دهشته من قدرات الزعيم الراحل ياسر عرفات، قائلا: "أشعر أنني أقف أمام زعيم من الزعماء القلائل الذين جمعوا السلام والنضال معا".
وندد بلاتيني بالاحتلال مطالباً بضرورة زواله ومنح الفلسطينيين حق العيش بسلام وممارسة كرة القدم دون مواجهة النيران.
وفي ذاكرة الرجل الذي لا يهدأ، عاش القائد عرفات لحظات انتخابات رئاسة الإتحاد الدولي لكرة القدم، والتي طالب فيها اللواء أحمد العفيفي الرئيس السابق لإتحاد كرة القدم الفلسطيني بضرورة تقديم الدعم لبلاتر ومساندته في سباق الانتخابات التي توجت في النهاية بلاتر رئيساً لها لسنوات أربعة مقبلة.
وعقب مرور أربعة سنوات على رحيل القائد والأب الروحي للفلسطينيين يعود بلاتر إلى فلسطين من جديد حاملاً بين يديه إكليلاً من الزهور ، باحثاً من خلاله على ضريح الرمز ، أملاً في تبادل نظرات الاحترام من جديد ، مع رجل شهدت له السنوات أنه من عملة نادرة يستحيل على العالم تعويضها[/size]