الْتَّسَوُّلِ الْعَاطِفِيِّ ( فلسفتي)
يَتَعَجَّبُ الْكَثِيْرُوْنَ حِيْنَمَا يَعْرِفُوْنَ فَلْسَفَتِيْ فِيْ الْحَيَاةِ
الَّتِيْ تَنْبَنِيَ عَلَىَ قَاعِدَةِ ( الاكْتِفَاءِ)
بَلْ
وَ يَظُنُّ بَعْضُهُمْ .. أَنِّيْ بِذَلِكَ
إِنَّمَا أَنْهَى عَنْ تِلْكَ الْعَلَّاقَاتِ الْعَاطِفِيَّةِ الدَّافِئَةِ الَّتِيْ تَرّبُطْنَا بِمَنْ حَوْلَنَا
وليس الأَمْرُ .. كَمَا يَظُنُّوْنَ
لَكِنْ مَا أَوَدُّ قَوْلُهُ أَنَّهُ
إِذَا كَانَتْ الْحَيَاةُ بِلا عَاطِفَة .. هي مَوْتِ 00
فَالتَسُوّلَ 000
.. مَوْتَ آَخَرٍ
نَعَمْ
الِعِاطِفِةِ الْحَانِيَةُ مِنْ أَحَدِهِمْ .. قَدْ تَصْنَعُ بِنَا الْمُعْجِزَاتِ
أُؤَمِّنُ بِذَلِكَ
وَ نِعْمَ أَيْضا 000
انْعِدَامُ الِعِاطِفِةِ .. سَبَبُ كَافِيْ .. لانْعِدَامِ الْحَيَاةِ
أُقِرَّ بِذَلِكَ 00
لَكِنْ 000
هذا .. لا يعْنِيَ بِالْضَّرُوْرَةِ
أَنَّ تَقْتَاتُ الِعِاطِفِةِ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ وَ أَيَّ أَحَدٌ
أَنَّ لا تَجِدُ مَا تُحِبُّ .. فَتُحِبُّ مَا تَجِدُ
أَنَّ تُمْتَهَنُ مَا تَبَقَّىْ مِنْ كَرَامَةٍ فِيْ الْتَّضْحِيَّةِ
لاجْلِ (وَهُمْ لَذِيْذَ ) .. تَظُنُّهُ ( حُبّا )
أَنَّ الْحُبُّ فِيْ زَمَنِنَا يُنْحَرُ فِيْ مَجْزَرَةِ الْغُرْبَةِ
فَنَظِرَةٌ مُتَجَرِّدَةً لِلْعَبِثِ الَّذِيْ يُحِيْطُ بِنَا
تُنَبِّئُكَ عَنْ ذَلِكَ الْكَمُّ الِهااااائِلَ
مِنْ ( الْمُتَسَوِّلِيْنَ الْجُدُدُ )
ثُمَّةَ عَاطِفَة أَسْمَىْ مِنْ هَذَا الْعَبَثِ
لَمْ تَكُنْ الِعِاطِفِةِ الْصَّادِقَةُ..
وَهُمَا قَطُّ
وَلَمْ يَكُنْ الْمُهِيْنِ ..
طَرِيْقَا لَهُ قَطُّ
هَلْ تُرِيْدُ أَنْ تَعْرِفَ مَا إِذَا كُنْتُ أَحَدْ هَؤُلاءِ؟
أَحَدٌ الْمُتَسَوِّلُونَ الْجُدُدُ ؟؟
حَسَنا
الأَمْرِ جَدَّ بَسِيْطٌ
قُمْ بِوَزْنِ عَلاقَتَكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ بِـــ( مِيْزَانِ الْضَنْكِ ) ..
وَ سَتَعْثُرُ عَلَىَ الْإِجَابَةِ
نَعَمْ
لا عَلامَةَ أَدُلُّ عَلَىَ ذَلِكَ الْكَمُّ مِنَ الْوَهْمِ .. إِلا ( الْضَنْكِ )
كُلِّ عَاطِفْةٍ لا سُمُوّ فِيْهَا .. هِيَ ضَنْكِ
لَّذَّةٍ فِيْ أَوَّلِهَا .. وَ قَلْقْ فِيْ أَوْسَطُهَا .. وَ ضَنْكٍ فِيْ مُنْتَهَاهَا
وَالضَّنْكِ هُنَا
هُوَ مُشَاكِلٌ لانِهَايَةْ لَهَا .. وَ قَلْقْ لا آَخِرُ لَهُ
هُوَ ضَيَاعِ
ضَيَاعَ عُمْرٍ .. وَضَيَاعْ وَقْتِ .. وَضَيَاعْ مَالِ ..
هُوَ خَوْفٌ مُسْتَمِرٌّ مِنْ الْفَقْدّ .. وَ اسْتِحَالَةِ لِقَاءَ
هُوَ إِنْهَاكِ عَاطِفِيِّ مُرِيْعْ .. لا بَوَادِرُ لِرَاحَةِ مُرْتَقَبَةِ بَعْدِهِ
هُوَ تَنَاقُضٌ صَرِيْحٌ
بَيْنَ مَا تُؤْمِنُ بِهِ .. وَ بَيْنَ مَا تَفْعَلُهُ
إِيْجَازٍ
هُوَ أَنْ تُشْعِرَ أَنَّكَ كَالمُدْمِنَ تَمَامَا
يُؤْمِنُ أَنَّ فِيْ الْمُخَدِّرَاتِ هَلاكِهِ
لَكِنَّهُ يَسْتَمِيْتُ لِلاسْتِمْرَارِ عَلَيْهَا
لا لِشَيْءٍ سِوَىْ لأَنَّهُ يُتَوَهَّمُ أَنَّهُ لَنْ يَسْتَطِيْعَ أَنْ يَعِيْشَ بِمَنْأَىً عَنْهَا
وَ لَوْ تَخَلَّصَ مِمَّا يَتَوَهَّمُهُ ..
وَقَطَعَ مَا أَدْمَنَ عَلَيْهِ
وَ أَوْصَدَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهَا الأَبْوَابَ .. لِئَلا يَرْجِعَ
لاسْتَطَاعَ أَنْ يَتَلَذَّذَ بِحَيَاةِ أَجْمَلَ
وَ آَخِرَةً أَكْمَلَ 000
فَإِنْ كُشِفَ لَكَ الْضَنْكِ .. مَا كُنْتَ تَتَوَهَّمُهُ حُبّا
فَمَا عَلَيْكَ إِلا أَنْ تَهَبَ وَاقِفَا
وَ تَنْفُضُ عَنْكَ غُبَارَ الذُّلِّ - الَّذِيْ تَظُنُّهُ وَفَاءٍ
وُلِدْتُ عَزِيْزا
فَمُتْ كَمَا وُلِدَتِ
قَدْ تَتَعَجَّبُ مِمَّا سَأَقُوْلُ
لَكِنْ أَجْزِمُ أَنَّ مَنْ قَالَ ( لا كَرَامَةَ فِيْ الْحُبِّ )
هُوَ أَشَدُّ الْنَّاسِ جَهْلا بِالْحُبِّ
لَمْ يَخْلُقْنَا الْلَّهِ لأَنَّ نَرْضَى بِالذُّلِّ لِسِوَاهُ
إِلا أَنْ يَكُوْنَ خُضُوعِكَ لِوَلِدَيْكَ
(وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الْرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا)
لا مَسَاحَةٌ أُخْرَىَ .. لِذُلٍّ آَخَرَ
كَفَ عَنْ هَذَا
لَيْسَ هُنَاكَ مَا يَسْتَحِقُّ أَنْ تَكُوْنَ ذَلِيْلا
الْحَيَاةِ مَعَ عَاطِفَة مُقْتَرِنَةً بِالذُّلِّ
تَعْنِيْ مَزِيْدا مِنْ الْخَسَائِرِ
لَيْسَتْ الْمَسْأَلَةُ خَسَارَةً هُنَا فَحَسْبُ
بَلْ تَتَوَاصَلُ الْخَسَائِرِ إِلَىَ هُنَاكَ
فِيْ الآَخِرَةِ
إِقْرَأْ بِقَلْبِكَ
يَا وَيْلَتَىَ لَيْتَنِيْ لَمْ أَتَّخِذْ فُلانَا خَلِيْلا) )
لِمَاذَا ؟!!!
(لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الْذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِيْ وَكَانَ الْشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُوْلا)
الِعِاطِفِةِ الَّتِيْ تُلْهِيَ عَنَّ الْحَبِيْبُ الأَعْظَمُ
لَيْسَ ( عَاطِفَة صَادِقَهْ )
بَلْ ( وَ هُمَا كَاذِبٌ )
وَ الَّذِيْ يَسْتَعَذَّبَها
لَيْسَ ( عَاشِقُ صَادِقَ)
بَلْ هُوَ ( أَحْمَقُ أَخْرَقَ )
لِهَذَا وَلِسِوَاهُ
كَفَ عَنْ الذل
وَ لا تَمدْ يَدَيْكَ.. إِلا إِلَىَ الْسَّمَاءِ
أَسْأَلُ الْلَّهَ الْعَفَافِ وَ الْغِنَىْ
وَ ثِقْ تَمَامَا
أَنَّ ـ(الْيَدُ الْمَمْدُوْدَةُ لِلْسَّمَاءِ .. لا تَعُوْدُ فَارِغَةُ أَبَدا )